رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

تناقضات إيرانية.. بلدية طهران تفضل اسم فارسي لأحد شوارعها عن يحيى السنوار

المصير

الخميس, 26 ديسمبر, 2024

02:13 م

هل أصبحت الهوية الفارسية أهم من دعم المقاومة؟ سؤال يطرح نفسه بعد إعلان إيران تعليق قرار تغيير اسم شارع "بيستون" في طهران ليحمل اسم القائد الفلسطيني الشهيد يحيى السنوار. السنوار، الذي استشهد في أكتوبر 2024 خلال اشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة، تحول إلى أيقونة عالمية ورمز للمقاومة، فكيف اختارت إيران، الداعمة لحركات المقاومة وعلى رأسها حماس، الحفاظ على اسم جبل فارسي بدلاً من تكريمه؟

ماذا حدث؟

أعلن علي رضا نادعلي، المتحدث باسم مجلس بلدية طهران، أن قرار تغيير اسم شارع "بيستون" إلى "شارع يحيى السنوار" تم تعليقه لمزيد من الدراسة، بحجة أن "القرارات المتعلقة بتسمية الشوارع تحتاج إلى دقة وتأنٍ". ورغم تصويت المجلس لصالح التغيير سابقًا، عاد القرار إلى لجنة التسمية بالمجلس لإعادة النظر فيه.

شارع "بيستون"، الواقع بين شارع "فتحي الشقاقي" و"ميدان الجهاد"، كان مُقترحًا لتخليد اسم السنوار. لكن الحجة التي قدمتها البلدية لتبرير هذا التراجع أثارت الجدل: الحفاظ على الاسم التاريخي لجبل بيستون، وهو جبل يحمل رمزية قومية في التاريخ الفارسي قبل الإسلام، حيث نقشت عليه كتيبة الملك الأخميني داريوس حوالي عام 520 قبل الميلاد.

الهوية أم المقاومة؟

قرار طهران أثار استغراب المراقبين، خاصة أن إيران طالما قدمت نفسها كالداعم الأكبر لحركات المقاومة الفلسطينية. فكيف يمكن أن تتراجع عن تكريم أحد أبرز قادة حماس بسبب "اعتبارات تاريخية" تتعلق بجبل فارسي؟

يحيى السنوار ليس مجرد اسم؛ بل رمز لقضية أممية تمثل جزءًا أساسيًا من خطاب السياسة الإيرانية. ومع ذلك، فضلت طهران تمسكها بالهوية الفارسية، معتبرة أن الحفاظ على رمزية جبل بيستون يتقدم على تخليد قائد مقاومة استشهد في مواجهة الاحتلال.

تناقضات إيرانية

هذا القرار يعيد إلى الأذهان مواقف مشابهة، مثل إصرار إيران على الاحتفاظ باسم شارع خالد الإسلامبولي، قاتل الرئيس المصري أنور السادات. هذا الإصرار كان من الأسباب الدائمة لتوتر العلاقات بين القاهرة وطهران، ومع ذلك لم تتراجع إيران عنه، رغم التكلفة السياسية الواضحة.

فإذا كانت إيران متمسكة بتكريم خالد الإسلامبولي، فلماذا تتردد في تكريم يحيى السنوار الذي يمثل قضية أكثر ارتباطًا بخطابها السياسي؟ هل هذا الموقف يعكس تناقضًا في أولويات طهران؟

أسئلة بلا إجابة

قرار إيران يثير الكثير من التساؤلات:

هل أصبحت الهوية الفارسية أولوية تتقدم على دعم المقاومة؟

هل هناك ضغوط داخلية أو خارجية دفعت لتجميد قرار تكريم السنوار؟

وكيف ينعكس هذا القرار على صورة إيران في أعين أنصار المقاومة؟


مهما كانت الإجابة، يبدو أن تعليق القرار يشير إلى صراع داخلي بين التمسك بالهوية القومية والتزامات إيران تجاه القضية الفلسطينية. فهل تنحاز طهران إلى المقاومة أم تظل أسيرة لتراثها القديم؟